Résumé:
تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على متطلبات التحول نحو الاقتصاد الرقمي في الجزائر خلال مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، باعتباره خيارا استراتيجيا لتحقيق التنمية المستدامة والمرونة الاقتصادية وذلك اعتمادا على المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم في الجانب النظري عرض المفاهيم الأساسية المرتبطة بالاقتصاد الرقمي، مؤشرات قياسه، والتحديات التي تعترضه، بالإضافة إلى تحليل مجموعة من الدراسات السابقة لتحديد مكانة الدراسة الحالية، في حين اعتمد الجانب التطبيقي على تحليل وثائق وتقارير رسمية، وبيانات إحصائية وطنية ودولية، بهدف تشخيص مظاهر التحول الرقمي في الجزائر بعد الجائحة، واستعراض التحديات الميدانية.
توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: أن جائحة كوفيد-19 ساهمت في تسريع الوعي بأهمية الرقمنة في الجزائر لكنها لم تترجم بعد إلى إصلاحات هيكلية كافية، إذ أن الاقتصاد الوطني يواجه العديد من التحديات للتحول الرقمي تشمل ضعف البنية التحتية الرقمية، الفجوة الرقمية، هشاشة الأمن السيبراني، مقاومة التغيير داخل المؤسسات، وبطالة الأتمتة.
وفي هذا الصدد، أوصت الدراسة بضرورة إعداد استراتيجية وطنية متكاملة، من خلال توفير متطلبات التحول نحو الاقتصاد الرقمي مابعد كورونا والمتمثلة أساسا في: تعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرقمية من خلال تأهيل الموارد البشرية رقميا وتحديث الأطر القانونية والتنظيمية ذات الصلة، سد الفجوة الرقمية داخليا وخارجيا، تعزيز آليات الأمن السبراني، تحفيز التغيير الرقمي داخل المؤسسات، وكذا بناء استراتيجية متوازنة بين متطلبات سوق العمل والتحول الرقمي في الجزائر.
