دراسة كتاب "عمال مناجم الونزة بوخضرة والكويف والثورة الجزائرية 1954-1962

Abstract

لقد كان الإستغلال الفرنسي للموارد الطبيعية في الجزائر، وخاصة قطاع المناجم، سببا رئيسيا لتدهور الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية لعمال المناجم الجزائريين، هذا الإستغلال الممنهج الذي تميز بفرض أجور زهيدة، وظروف عمل قاسية، وتمييز عنصري حرم الجزائريين من أي إستفادة حقيقة من ثروات بلادهم، نتيجة الظروف المعيشية القاسية، تحول عمال المناجم إلى شريحة هامة وفاعلة في النضال الوطني، لم يكونوا مجرد قوة عاملة مستغلة، بل أصبحوا عنصرا رئيسيا في نشر الوعي الوطني وتهيئة الأرضية للثورة، فقد ساهموا بشكل مباشر في التحضير للثورة التحريرية، لا سيما من خلال تواجدهم الإستراتيجي في المنطقة الحدودية الشرقية، وتحديدا في منطقة تبسة ( الكويف، الونزة، وبوخضرة) كانت هذه المناطق بفضل كثافة العمال في المناجم، بمثابة شريان حيوي لإمداد الثورة بالرجال و السلاح و المعلومات، لم تكن مساهماتهم مجرد مشاركة عابرة، بل كانت دافعا قويا نابعا من معاناتهم المباشرة من السياسات الإستعمارية، ما جعلهم في طليعة من حمل السلاح وفجر الثورة، في المقابل إتسمت ردود الفعل الفرنسية تجاه تصاعد المقاومة بلإستهانة الأولية، لكن مع إتساع نطاق الثورة وتعاظم قوتها، تصاعدت هذه الردود لتتخذ طابعا عسكريا وقمعيا وحشيا، لجأت السلطات الإستعمارية إلى أقصى درجات العنف والقتل والتعذيب في محاولة يائسة للقضاء على الثورة، وبالتوازي مع القمع العسكري، حاولت فرنسا تهدئة الجزائريين عبر إصلاحات إقتصادية شكلية باءت بالفشل، حيث كانت تهدف من خلالها إلى إمتصاص الغضب الشعبي، على الرغم من التفوق العسكري الفرنسي الساحق في العدة والعتاد، صمدت الثورة الجزائرية بقوة و ثبات بفضل التنظيم المحكم لجبهة وجيش التحرير الوطنيين، والأهم من ذلك الدّعم الشعبي الذي كان له دور كبير في نجاح و إستمرارية الثورة، وهو ما أجبر الإستعمار الفرنسي في النهاية على الإعتراف بالإستقلال الكامل للجزائر منهية بذلك حقبة طويلة من الظلم و الاستغلال. الملخص بالإنجليزية French colonial exploitation of natural resources in algeria, especially the mining sector, was a major reason for the deterioration of the economic and social condition of algerian miners, which was characterized by the imposition of low wages, harsh working conditions and racial discrimination that deprived algerians of any real benefit from their country’s wealth. As a result of these harsh living conditions, miners became an impotant group in the national struggle. They were not just an exploited workforce, but rather became an important element in spreading awareness and preparing the ground for revolution, especially through their strategic presence in the eastern border region, specifocally the tebessa region)Al-kuif, El-ouenza and boukhadra(. These areas, thanks to the density of workers in the mines, were an important factor in supplying the revolution with men and weapons. Their participation was not just a passing contribution, but rather a powerful motivation for colonial political suffering. On the other hand, french reactions to the escalation of resistance were characterized by initial disdain, but as their power increased, the colonial authorities resorted to the utmost levels of violence, torture, and murder to eliminate the revolution. France tried to calm the algerians through formal economic reforms that failed despite french military superiority. The algerian revolution withstood strongly and steadily thanks to the good organization of the front and the national liberation army. And the support of the people, which played a major role in the revolution, which ultimately forced french colonialism to recognize the complete independence of algeria, thus ending a long era of injustice and exploitation