Résumé:
تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن اتجاهات الطلاب نحو مساهمة وسائط الاتصالات
الحديثة في التأهيل الوظيفي للشباب الجامعي الجزائري، وذلك في ظل التحولات التكنولوجية
المتسارعة التي أثرت بعمق في سوق العمل، وفرضت تحديات جديدة أمام الشباب الجامعي في
سبيل تحقيق التأهيل الوظيفي المناسب، وتنبع أهمية الدراسة من الحاجة الملحة إلى فهم درجة
مساهمة وسائط الاتصالات الحديثة في إعداد الطالب الجامعي للمهنة.
انطلقت الدراسة من تساؤل رئيس مفاده: ما اتجاهات الطلاب نحو مساهمة وسائط
الاتصالات الحديثة في التأهيل الوظيفي للشباب الجامعي الجزائري؟ وتفرع عنه تساؤلين
فرعيين:
ما اتجاهات طلبة جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي نحو مساهمة المحتوى المعرفي
لوسائط الاتصالات الحديثة في إعدادهم الوظيفي؟
ما اتجاهات طلبة جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي نحو مساهمة تكنولوجيا وسائط
الاتصالات الحديثة في مستوى مهاراتهم الوظيفية؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات، تم بناء الفرضيتين التاليتين:
توجد اتجاهات إيجابية لطلبة جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي نحو مساهمة المحتوى
المعرفي لوسائط الاتصالات الحديثة في إعدادهم الوظيفي؟
توجد اتجاهات إيجابية لطلبة جامعة الشهيد حمه لخضر نحو مساهمة تكنولوجيا وسائط
الاتصالات الحديثة في تنمية مهاراتهم الوظيفية.
واعتمدت الدراسة على المنهج الكمي بوصفه الإطار المنهجي العام في الجانب الميداني،
والذي يسمح بقياس اتجاهات المبحوثين من خلال أدوات كمية دقيقة، وعلاوة على ذلك، تم تبني
المنهج الوصفي التحليلي (Descriptive Method) كأساس شامل للدراسة، لما يوفره من قدرة
على وصف الظاهرة قيد الدراسة، وتحليل أبعادها وعلاقاتها، من خلال الربط بين الجانب
النظري والتحليل الإحصائي للبيانات.
واختار الباحث عينة عشوائية متعددة المراحل، فشملت العينة النهائية (330) طالبًا وطالبة
من مختلف التخصصات في جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي.
وتم جمع البيانات باستخدام استبيان محكم يتضمن محورين رئيسيين: المحور الأول يتعلق
بالمحتوى المعرفي لوسائط الاتصال الحديثة في بعد الإعداد الوظيفي، أما المحور الثاني فيرتبط
بمساهمة تكنولوجيا وسائط الاتصالات الحديثة في تنمية المهارات الوظيفية للشباب الجامعي.
اعتمدت الدراسة في تحليل البيانات على برنامج SPSS (الإصدار 30)، وبرنامج JASP
الإصدار 19، وبرنامج CANVA لتصميم المخططات والصور البيانية وبرنامج Visual
Studio لتحرير الأكواد البرمجية بلغة بايثون، وتم استخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية
مثل: التكرارات والنسب المئوية، المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، معامل ألفا
كرونباخ لقياس الثبات، ومعاملات الارتباط، واختبار كاي تربيع (Chi-square).
توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة أبرزها أن اتجاهات الطلبة نحو استخدام وسائط
الاتصالات الحديثة في التأهيل الوظيفي كانت في المجمل إيجابية بدرجة قوية. كما بينت النتائج
أن المحتوى المعرفي المتاح عبر المنتديات ومحركات البحث يساهم في تحسين كتابة السيرة
الذاتية، والتدريب على المقابلات الوظيفية، ورفع مستوى الوعي بمتطلبات سوق العمل، كما
كشفت النتائج أن الوسائط التكنولوجية تساهم في تنمية المهارات الوظيفية المتنوعة، لاسيما
مهارات التواصل، وحل المشكلات، واتخاذ القرار، والإبداع والابتكار.
واستنادا إلى النتائج، أوصت الدراسة بضرورة دمج وسائط الاتصالات الحديثة في برامج
التأهيل المهني الجامعي، وتوجيه الطلبة نحو الاستفادة الذكية منها في إعدادهم المهني، وتوسيع
الشراكات مع المنصات الرقمية لتوفير محتوى تفاعلي وتدريبي يعزز من فرصهم في الاندماج
في سوق العمل.