التشكيل السير ذاتي في التجربة الروائية لـ " واسيني الاعرج " روايات ( شرفات بحر الشمال ، انثى السراب ، أصابع لوليتا ) أنموذجا : مقاربة تاويليةة

Abstract

يتموضع بحثنا في خانة المقاربات الأدبية التي تعنى بدراسة التداخل النوعي بين الأنواع الأدبية، مركزا على الرواية والسيرة الذاتية، ومُؤَسَّسًا على إطار نظري حددنا فيه مختلف المفاهيم والعلاقات القائمة بين السيرة الذاتية والرواية والأنواع القريبة منهم، وممتدًّا إلى جانب تطبيقي سعينا فيه إلى تمثل منطق التداخل وإمكانيته عَمَلِيًّا. وقد اتخذ بحثنا ثلاث مدونات أساسية تنطوي تحت نوع الرواية، وتنهل من السيرة الذاتية، بغية الكشف عن نقطة الالتقاء والتشابك، ومعرفة نقاط التنافر والاختلاف. مرتكزين على إشكالية عامة: كيف تستفيد الرواية من السيرة الذاتية؟ وهل هذه الاستفادة مفتوحة في الاتجاهين؟ أي هل يمكن أن تستفيد السيرة الذاتية من الرواية؟ تمخضت عنها أخرى خاصة تتعلق بمدونات الاشتغال المنتخبة: كيف استغل المؤلف التشكيلات السير ذاتية المرجعية في إطار أعمال متخيلة؟ كيف تموضعت هذه التشكيلات ضمن إطار العمل؟ وما الدور الذي أدته فيه؟ حاولنا الإجابة خلال الفصول التطبيقية التي اعتمدنا فيها على التأويل، وآليات أخرى مختلفة. شكلنا بها أدوات قراءة وتفكيك للأعمال، وقد توصلنا من خلال البحث إلى أن التشكيلات السير ذاتية في المدونات التي اشتغلنا عليها لا تضطلع بأي دور بنيوي في النص، حيث يمكن استبدالها أو إلغاؤها دون أن يتأثر المنطق السردي. كما توصلنا إلى أن المنطق الإبداعي للمؤلف منطق تركيبي تلفيقي، وأنه يستند إلى اسمه في إضفاء هالة من القصدية المطلقة التي تتقفاها الدراسات الأدبية والنقدية وتحمل النص بما لا يحمله. من خلال هذا نجد أن بحثنا ساهم مساهمة أصلية، في تسليط الضوء على تجربة إبداعية روائية، وكسر التكلسات التي جعلت منها عقبة معرفية، مقترحين فتح آفاق البحوث الأكاديمية، وتحريرها من المقاربات الاسمية التي لا تنتج معرفة، وإنما تنتج أصناما.