دورالثقافة التنظيمية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة الجزائرية : دراسة ميدانية بمؤسسة اتصالات الجزائر - ام البواقي

Abstract

الدراسة الحالية موسومة بـــــــــ "دور الثقافة التنظيمية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة الجزائرية"، والتي هي من إعداد الطالبة: عائشة بوهراوة تحت إشراف الدكتور: ربيع مطلاوي، وبإشراف مساعد للدكتور: ابراهيم بن زاوي، هدفت هذه الدراسة إلى محاولة الكشف عن الدور الذي تلعبه الثقافة التنظيمية ببعديها المادي وما يمثله من ظروف فيزيقية، وبعدها اللامادي المتمثل في قيم وعادات المؤسسة في تحقيق المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة ببعديها الداخلي الموجه لتعزيز رفاهية العاملين بها، وبعدها الخارجي الموجه لبيئتها الخارجية الممثلة في أصحاب المصالح الخارجيين، وهو ما يجسد مدى انخراط مؤسسة اتصالات الجزائر-بأم البواقي- في ممارسات المسؤولية الاجتماعية الداخلية والخارجية على حد السواء، وعليه تمحورت الدراسة الحالية حول تساؤل رئيسي مفاده:  ما الدور الذي تلعبه الثقافة التنظيمية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية لمؤسسة اتصالات الجزائر بأم البواقي؟ وتماشيا مع أبعاد وأهداف الدراسة تم صياغة الفرضية الرئيسية كالآتي:  للثقافة التنظيمية القوية دور فعال في تحقيق المسؤولية الاجتماعية لمؤسسة اتصالات الجزائر بأم البواقي. وقد تفرعت عنها الفرضيات الفرعية الآتية: 1. تساعد الثقافة التنظيمية المادية الداعمة في تعزيز المسؤولية الداخلية لمؤسسة اتصالات الجزائر بأم البواقي. 2. تعمل الثقافة التنظيمية اللامادية المرنة على تدعيم المسؤولية الخارجية لمؤسسة اتصالات الجزائر بأم البواقي. حيث تندرج الدراسة الحالية ضمن الدراسات الوصفية، وتماشيا مع ذلك تم اعتماد المنهج الوصفي كأنسب منهج للدراسة، ولما كان مجتمع البحث محدودا نسبيا تم اعتماد أسلوب المسح الشامل، حيث تمت الدراسة على مجتمع البحث المقدر بـــ 203 عاملا بمؤسسة اتصالات الجزائر-بأم البواقي-، وما يتبعه من أدوات لجمع البيانات، أين تم استخدام الاستمارة كأداة رئيسية لجمع البيانات، مع كل من الملاحظة والمقابلة كأدوات ثانوية مساعدة، وبعد عرض وتحليل البيانات الميدانية ومناقشتها في ضوء كل من الفرضيات، الدراسات السابقة والاطار النظري، توصلت الدراسة الحالية إلى نتائج أهمها ما يلي:

 اجماع المبحوثين على اختلاف فئاتهم المهنية( إطارات، أعوان تحكم، أعوان تنفيذ) على محدودية توفير المؤسسة للبنية المادية الأساسية (وسائل الرفاه الضرورية)، على أن عدم كفايتها يرفع من الضغوط الملقاة على عاتق العاملين.  توفر الوسائل التكنولوجية والبرامج التقنية يقابله برامج تدريبية متماشية مع التحديثات، كما أجمع المبحوثين على تكافؤ الفرص التدريبية، وهو ما يوضح العلاقة الطردية بين كلا المؤشرين، فكلما زاد توفر الوسائل التكنولوجية والأنظمة التقنية زاد التدريب، في ظل رضا العاملين عن استفادتهم من فرص التدريب، وهو ما يوضح أن بعد أساسي من أبعاد المسؤولية الداخلية للمؤسسة محل الدراسة محقق.  قلة الدعم الطبي من طرف المؤسسة محل لدراسة للعالمين بها على اختلاف فئاتهم المهنية، وهو ما يجعلهم عرضة للتوتر والقلق بشأن وضعهم الصحي داخلها،خاصة في ظل غياب إستراتيجية ورؤية واضحة تتبناها المؤسسة لتقديم الدعم الصحي للعاملين بها.  ندرة المرافق الاجتماعية في المؤسسة محل الدراسة، يقودنا لوصف الثقافة المادية للمؤسسة بالمحدودية والغير كافية، وإهمال رفاه العاملين بإختلاف فئاتهم المهنية، مع التركيز على أن فئة أعوان التنفيذ الأقل رضا.  العادات والتقاليد السائدة في المؤسسة محل الدراسة، غالبا ما تعيق التغييرات التي تفرضها البيئة الخارجية، وهو ما يضعف التفاعل النشط للمؤسسة مع المجتمع.  أن ثقافة المؤسسة محل الدراسة قائمة على الانضباط والصرامة، وهو ما يعكس متانة وقوة قيم الالتزام، إلا إن قيم التطوع والمبادرة ضعيفة ومحدودة جدا، وهو ما انعكس في ندرة المبادرات الخيرية، الأنشطة التطوعية والتفاعل الصحي مع البيئة.  تولي المؤسسة محل الدراسة زبائنها أولوية خاصة، حيث توفر لهم و لأصحاب المصلحة (الحكومة، الموردين...) وسائل كافية للتواصل معها.  مساهمة المؤسسة محل الدراسة في مجال المسؤولية الاجتماعية بشكل عام متوسط، إذ يبقى التوجه الأساسي نحو المسؤولية القانونية، ثم تليها المسؤولية الاقتصادية، أما المسؤولية الخيرية والبيئية فمستوياتها متوسطة، وتحتاج الى تكثيف الجهود عبر توفير بيئة ثقافية داعمة لها.  غياب رؤية واضحة لتطبيق مبادئ المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة محل الدراسة، مع غياب تشريعات واضحة تلزم المؤسسات بتبني ممارسات مسؤولة اجتماعيا.  التأكيد على الدور القوي والعلاقة الايجابية للثقافة التنظيمية ببعديها المادي واللامادي في تحقيق وتعزيز المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ببعديها الداخلي والخارجي.