Résumé:
ينتظم تعريف الرواية بحسب الحقب الزمانية والاتجاهات الفكرية ، ومن أبرز أشكالها "الرواية التاريخية"، التي تسعى
إلى إعادة بناء الحياة ضمن لحظة من لحظات التاريخ. وقد نشأت هذه الرواية من صميم المجتمع، كاشفةً عن علاقة كانت
معلقة بين البنية المجردة والتاريخ، لتأتي البنيوية التكوينية وتستثمر هذا التداخل في سبيل فهم أعمق للنص، انطلاقًا من
مكوناته الداخلية وتدرج دلالاته، وصولًا إلى بنية اجتماعية أكثر وضوحًا.
ولأن الخطاب الروائي لا يتشكل إلا ضمن سياق ثقافي محدد، فإن البنيوية التكوينية لا تدرك رؤية العالم المضمرة في
العمل الأدبي إلا من خلال وعي المبدع وعناصر نصه من شخصيات ومكان وزمان. من هنا، يغدو الحديث عن التفاعل
بين التاريخ والرواية لدى الكُتّاب المعاصرين ضرورة ملحّة، لما له من دور في إحياء الذاكرة وإعادة تأويل الماضي، بما
يفتح آفاقًا لرؤية المستقبل.
انطلاقًا من هذا التصور، تكوّنت معالم هذا البحث في ضوء ثلاثية غرناطة، التي وفّرت مادة ثرية تسمح بتوظيف المنهج
البنيوي التكويني في مقاربتها، من خلال تحليل البُنى والعناصر الروائية بوصفها أدوات للوصف والتصنيف
والاستكشاف، بهدف تفكيك الأبعاد السردية الكامنة. وقد سعيت في هذا السياق إلى المواءمة بين الجانب النظري
والتطبيقي، مستثمرةً أدوات هذا المنهج في تحليل النصوص، لما يحمله من طاقة دلالية مفتوحة تُفضي إلى بنى توليدية
متعددة، تُوسّع أفق القراءة وتكشف غموض المعنى