Résumé:
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تطور وتوظيف الحرب الهجينة ضمن الإطار العام للعقيدة العسكرية الروسية، خصوصاً في سياق الصراع مع أوكرانيا خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2025. وتتناول الكيفية التي جعلت بها روسيا من الحرب الهجينة خياراً استراتيجياً دائماً، وليس مجرد أداة ظرفية، وذلك بهدف إعادة تشكيل النظام الإقليمي، ومواجهة النفوذ الغربي، وتعزيز حضورها الجيوسياسي دون الانخراط في حرب تقليدية شاملة.
تستعرض الدراسة الوسائل والأدوات التي استخدمتها روسيا لتفعيل عملياتها الهجينة، بدءاً من الحملات الإعلامية المضللة والهجمات السيبرانية، مروراً بالضغوط الاقتصادية والعمليات العسكرية غير النظامية، وصولاً إلى التأثير السياسي والدبلوماسي، مؤكدة على تناغم هذه الأدوات وتكاملها لتحقيق أقصى تأثير استراتيجي. وقد مكنت هذه الآليات روسيا من إضعاف الدولة الأوكرانية وتقويض استقرارها دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تستفز رداً مباشراً من حلف الناتو.
خلصت الدراسة إلى أن الحرب الهجينة أصبحت تمثل تحولاً جذرياً في الفكر العسكري الروسي، وتهديداً متنامياً للأمن الدولي، بما يفرض على الفاعلين الإقليميين والدوليين إعادة النظر في استراتيجياتهم الدفاعية وأطر التعاون الأمني لمواجهة هذا النمط المركب من الحروب الحديثة.