Résumé:
إن الحديث عن مصطلح التأويل يقودنا حتما إلى البحث في جذور هذا المصطلح الذي له امتدادات في النقد، والذي راح يأخذ مفاهيم متعددة حسب تنوع الآراء واختلاف الأزمنة من أفلاطون وصولا إلى الناقد الإيطالي أمبرتو إيكو، الذي بنى منظومته التأويلية على أساس سيميائي ونخص بالذكر الموروث البيرسي، كذلك محاولته رسم حدود للممارسة التأويلية ليس بمفهومها الضيق لأنه يؤمن بانفتاح الأثر حتى ولو كان النص مغلقا، لأن النص وجود عائم كما يقول "رولان بارث" لذلك وجب البحث عن قصديته وقصدية المؤلف وقصدية القارئ، هذا الأخير الذي يأخذ حيزا كبيرا في عملية التأويل يطلق عليه القارئ الضمني في نظرية القراءة والتلقي والقارئ النموذجي في العرف الإيكوي، حيث يلعب دورا مهما في قراءة النصوص وتأويلها من خلال ملئه لفجوات وفراغات النص التي تبقى أسئلة مطروحة تثيره كقارئ، مستخدما في ذلك موسوعيته بالإضافة إلى العوالم الممكنة التي يكونها في محاولة منه لتعضيد النص. كما يتبين أن وضع حدود للتأويل لا يعني حصر العملية التأويلية في قراءة واحدة؛ وإنما الهدف منها هو تحديد التأويلات المغلوطة أو كما يسميها إيكو التأويلات المفرطة والمضاعفة (القراءة التفكيكية)، وهو ما يرفضه تماما لأنها إحالة على العدمية. هذا الفكر الإيكوي الثري والمتعدد المناهل دفع بوحيد بن بوعزيز لتقديم قراءة لمشروعه النقدي فألف فيه كتاب وسمه بعنوان: "حدود التأويل قراءة في مشروع أمبرتو إيكو النقدي"، والذي بدورنا اتخذناه مدونة اشتغلنا عليها في مذكرتنا التي كانت بعنوان: "حدود التأويل و المرجعيات السيميائية في مشروع أمبرتو أيكو النقدي لوحيد بن بوعزيز قراءة من منظور نقد النقد"؛ إذ حاولنا من خلال هذا البحث تقديم قراءة على قراءة هذا البروفيسور الجزائري، رامين إلى معرفة الكيفية التي قرأ بها هذا المشروع الضخم، وما الجديد الذي أضافه وهل قدم البدائل ؟ بالإضافة إلى كيفية تناوله للجانب التطبيقي، لنصل في الأخير إلى جملة من النتائج سطرناها في الجزء المخصص للخاتمة، والتي قدمنا فيها إجابات لمعظم الإشكاليات الرئيسية والفرعية التي طرحناها في مقدمة بحثنا، بالإضافة إلى تقديم نقد لهذه القراءة.
