تشخيص المؤسسة

Abstract

يعد التشخيص المؤسسي عملية محورية ضمن إدارة المؤسسات، إذ يهدف إلى تحليل الوضع الراهن للمؤسسة من خلال تقييم بيئتها الداخلية والخارجية، يمكن هذا التحليل من تحديد نقاط القوة والضعف التي تمتلكها المؤسسة داخليا، إضافة إلى رصد الفرص والتهديدات التي تفرزها البيئة الخارجية، وتكمن أهمية التشخيص في كونه خطوة أساسية تسبق صياغة القرارات والاستراتيجيات، حيث يسمح للمؤسسة بفهم واقعها بدقة أكبر ويمنحها قدرة أعلى على التكيف مع التغيرات المستمرة في السوق والبيئة التنافسية. يركز التشخيص الداخلي على دراسة مختلف العناصر المكوّنة للبيئة الداخلية للمؤسسة، والتي تشمل الموارد البشرية، والهياكل التنظيمية، والبنية التحتية، والقدرات التكنولوجية، إضافة إلى أساليب التسيير والإدارة، ويساهم هذا التحليل في الكشف عن الموارد التي يمكن استثمارها لتعزيز الأداء وتحقيق ميزة تنافسية، كما يساعد على تحديد جوانب القصور التي تستدعي المعالجة والتطوير. أما التشخيص الخارجي فيتناول العوامل المحيطة بالمؤسسة والتي لا تمتلك سيطرة مباشرة عليها، مثل الظروف الاقتصادية العامة، والتطورات الاجتماعية والثقافية، والسياسات الحكومية، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية، ودراسة هذه العناصر تساعد المؤسسة على اكتشاف الفرص التي قد تستفيد منها لتحقيق النمو، وفي المقابل تحديد التهديدات المحتملة التي قد تعيق نشاطها مما يسمح بالاستعداد لها مسبقا. ويعتبر التشخيص الاستراتيجي نتاجا لدمج التحليلين الداخلي والخارجي، حيث يهدف إلى تقييم مدى انسجام الاستراتيجيات الحالية مع الظروف والتحديات التي تواجهها المؤسسة في الوقت الراهن وفي المستقبل حيث يتيح هذا التشخيص للمؤسسة وضع خطط أكثر فعالية قادرة على ضمان الاستمرارية وتعزيز موقعها في السوق، وكما يساعد في توجيه الرؤية المستقبلية، وضبط الأولويات، واختيار البدائل الاستراتيجية الأكثر ملاءمة.